انتقل زوجها إلى رحمة ربّه
و كانت تريد أن تلحق به
لم نخف أمر قرارها بالانتحار
والسّبب أنّ عذابها بعد رحيله فاق طاقة تحمّلها
ولم تنفع أدوية النّوم .. ولم تأت عقاقير التّهدئة بنتيجة
هي مؤمنة بالله
وتقرأ القرآن .. وتصلّي ... وتصوم قربانا لله متوسّلة أن يهبها الصّبر إلى أن يحين موعد الّلحاق به .
وذات يوم كانت عند الطّبيبة تنتظر دورها حين مدّت يدها لتأخذ مجلّة لهدف التّسلية وإذا بيد تسبقها ووجدت نفسها تمسك بطرف المجلّة وبالطّرف الآخر يد أخرى تمسكها ...رفعت بصرها إلى صاحب اليد فشهقت وأغمي عليها .
بعد برهة أفاقت وقد أحاط بها المرضى وكانت الطّبيبة تضع يدها على جبينها وتبتسم قائلة :لا بأس عليك أنت بخير ..وبحثت عنه بين الحضور فوجدته فتنفسّت الصّعداء..ولمّا عاد كلّ واحد إلى مكانه اقتربت منه وهمست إليه : عندي طلب أرجو أن لا ترفضه ففيه حياتي ..قال مستغربا : لن أبخل عليك والله لو هو باستطاعتي ..قالت : أريد أن نكون أخوين .. أريد أن أراك من حين لآخر .. قال أنا متزوّج .. فقالت : وأنا متزوّجة ..لكن زوجي في رحلة لا
عودة منها وأنت ستكون لي أخا حقيقيّا ... تردّد الرّجل ثم رفض ... فبكت متوسّلة وأخبرته أنّها كانت على وشك الانتحار وأنّه من أعاد إليها الأمل بالحياة .. فاشترط عليها أن تخبره بالحقيقة كاملة لكي يوافق على الّلقاء الأخوي بينهما ... وأخبرته بموت زوجها وباستحالة حياتها بدونه ..ثمّ أخرجت من حقيبتها صورة مدّتها له بيد مرتعشة ..ما إن رآها الرجل حتّى شخص بصره وجعل ينقل نظره ما بين الصّورة وجهها الذي غمرته الدموع لم يصدق يصدّق مل رأى وقال : هذه صورتي كيف صارت لديك ؟.....قالت : بل هذا زوجي ...وهذا هو سبب طلبي ...لا أحد يعوّض زوجي في قلبي ولا حبّ غير حبّه في روحي ..وأنت ستكون أخا في الله ... قال أعدك أن أكون لك ما تريدين ...فمثل وفاءك جزاءه عند الله كبير ... ومثل وفاءك لا نظير له في الحياة .
نسيمة اللجمي
صفاقس