[size=24]
المحطّة الأخيرة[color=#000099]كنت في الميناء
أنتظر السّفينة
كانت آخر محطّة
غرقت في السّكينة
كنت آخر المسافرين
حائرةً حزينة
وصل المركب
تقوده يد أمينة
ساعدني الرّبّان على الصّعود
ناولني بعض الورود
مدّ لي يدَا ...
صرت نورا سرمدَا
صرت روحا ألغت الجسدَا
لا أدري أين ذهبت أنا
الّتي كانت هنا
كان النّاس يراها
كانت أنا
صارت هباء
بقي منها شيء اسمه الوفاء
والألم انتهى
عبثٌ هو النّدم
صافحت في الحلم ألف حلم
عزفت الدّنيا لي و له
أحلى نغم
تجوّلت في أركان السّفينة
رأيت رجالا ونساء
شيوخا و أطفال
على وجوههم لمحت سماحة وجمال
يدعون للرّبّان
بالسّتر .. بعذب الآمال
بحثت عن ركن أكون فيه وحدي
رأيت ظلّا نبت فيه ورد خلته وردي
رجوته الرّاحة والهدوء
سبقني صبية بوجوه الملائكة
وقع بصري على إبريق
سحر بالحسن لبّي
أغرت ألوانه عيني
سلّمته ودّي
مددت يدي أبتغي منه الشّفاء
تسلّلت للإبريق يد شابّة ..غاية في البهاء
شربت حدّ الإرتواء
انتهى الماء
ابتسم الربّان
مدّ لها حبل الأمان
شعرت بالإحتراق
ناشدت في القرب الفراق
السّفينة تمخر العباب
ابتسامة الرّبّان ساحرة
في عينيه كتب الأمل : " لا للعذاب "
تغريني العينان بالبقاء
يختلط الخوف بالوفاء
أسمعه .. أفهمه.. يصيبني الذّهول
لا أدري ما أقول
يبتسم الرّبان للجميع
يعطي للجميع
يقول للجميع
أنا مجبرة أن أشارك الجميع
أو أعتزل الجميع
إنّي أقتسم مع الجميع مائي وخبزي والهواء
لكنّي لا أقتسم مكاني معه في السّماء
لأنّه لنا وحدنا
فكيف أقتسم الأنا
مجبرة أنا على الوفاء
مجبرة على البقاء
مجبرة على الرّحيل
مجبرة أن أكون هناك وهنا
مجبرة أن لا أكون
يصرخ ما تبقّى من أنا
حطام سفينة عبث بها الهواء
صارعت روحها الموج الّذي عتا
سكت قلبها
ثم هوى
نسيمة اللجمي
صفاقس..تونس