حزن شديد ينتابني .. أعرف بعض أسبابه ... وأتعمّد أن أتجاهل بعضها الآخر ... وتصرخ بي أخرى ...ويتواصل حزني ويتضاعف بسبب ما يجدث حولي ....و بتناهى إليّ صوت القرآن من المسجد المجاور ككلّ اليوم... إلّا أنّي أجده اليوم يذكّرني بوفاة والدي ووالدتي و خاصّة و نحن على أهبة نقلهما من مقبرة إلى مقبرة بطلب من البلديّة ...وكم هو عذاب أن تدفن عزبزا عليك مرّتين .... ويشتدّ الحزن وأنا أرى شاحنة كبيرة لنقل البضائع تغبّئ أدباش الجيران إنّهم راحلون إلى الأبد فأشعر بالمرارة ... إنّه الفراق .. و إتّي أرى باب الجيران مغلقا والنّوافذ موصدة.. وألمح شبح الوحشة قد وقف بين البيتين ...ببيتي وبيتهم ... كم هو مؤلم هذا الفراق بكلّ أتواعه ..بي ألم قد بلغ ذروته حبس دموعي فنزلت في قلبي جمرا
.
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس