والدي الغالي
أعتذر
لقد كتبت عن أمّي
وما كتبت عنك إلّا القليل
وإنّي على يقين
أنّك تدرك مدى حبّي لك
وأنا أدرك جيّدا
أنّني لو سألتك
هل أكتب عنك أم عنها
ستقول : اكتبي عنها ولها .. فهي روحي
وأنا يا أبي.. أعرف هذا عنك وعنها
إنّي الشّاهدة على حبّكما
إنّي النّور الرّهيب
إنّي العشق العجيب
أنجبتني شمس النّهار.... من سيّد الأقمار
أنا الّتي تركتني أمّي من أجلك
كم توسّلت لها أن تبق
لكنّها وعدت أن تلتحق بك
تركتني وحيدة
ودّعتني غريبة
كنت حبيبا ...كانت حبيبة
يعزّ عليّ يا والدي ... أن أقول إنّها تخلّت عنّي
كانت تعرف أنّني أصارع في زمني الزّمنَ الشّديد
كنت أحترق بيد شيطان مريد
ورغم ذلك تركتني ورحلت إليك
كنت أحتاج اليها
كان عمري يرجوها البقاء
كان شبابي يتوسّل لها
يزرع في قلبها ورد الوفاء
وكنت أنت وفاءها ..ليس أنا
فضّلتك عليّ ...ذهبت إليك
لم أغضب ... لكنّي حزنت
لم أغضب لكنّي تعبت
لم أغضب لكنّي ضعت
لم أغضب لكنّي تعذّبت
لم أغضب لكنّي لا أزال أبكيك وأبكيها
لم أغضب وإنّي أنتظر الّلقاء
وكانت أمّي ترضيني
تشتاق ...تأتيني
ما أروع ليلي وهي تناجيه
ما أسعدني بحلمي وهي الحسناء فيه
قد تكون أحلامي الكثيرة ..عتابا لها في الفراق
وعتاب الأحبّة عناق
حبّ يزيد في الأشواق
وظللت أناديها
واصلت النّداء
منذ ثلاثين سنة
وأنا أناديها
وأمّي لا تردّ النّداء
كيف يسمع من كان في قلبك يا أبي .. يا قلب الهوى
منذ ثلاثين سنة
وأنا أتوسّل لها
أتسوّل من الزّمن لحظة معها
اشتقت ....اشتقت .....اشتقت
لك .......................... ولها
حرقني الغياب
ولا أحد يشعر بهذا العذاب
لا أنت تغيب عن روحي...
ولا هي ............... لديها الجواب
و يسلّم الّليل ذكراكما للنّهارْ
ثلاثون سنة...
ونار فراقكما لا تزال هي ذات النّارْ
هذا اعتذاري لك يا أبي
حتّى الاعتذار يا أبي ... كان لك صار لها
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس