إنّ من أصعب الأمور الحياتيّة هو إقامة علاقات اجتماعيّة سليمة وصادقة تنأى عن كلّ الأغراض الدّنيئة .. و الصّعوبة تكون بسبب تعقيد النّفس البشريّة وعدم نزاهتها وكذلك الجهل بالطّرف المقابل الّذي يجتهد في أن يتقن دور الانسان الجيّد وغالبا هو ينجح في ذلك
هذه العلاقات على اختلافها نقبل على بعضها حبّا واقتناعا والبعض الآخر نحن مجبرون عليه فالحياة تفرض علينا أن نتقاسمها انطلاقا من مقعد الدّراسة إلى كرسيّ الوظيفة إلى بقيّة أفراد المجتمع الّذين تكون حاجتنا بين يديهم ...وتتّحذ بعض هذه العلاقات منحى مختلفا .. وقد تتعمّق لتصبح حبّا فزواجا أو أخوّة في الله لا تنفصم أو صداقة كم رجوناها من الزّمن ....
والمزعج في العلاقات البشريّة هو ما يفرض عليك من علاقات لا تجد صدى لديك ...وتتساءل عن سبب هذا الصّدّ من طرفك رغم أنّ الطّرف المقابل يجتهد في إتقان دوره لكي يقنعك أنّه الشّخص المناسب ليكون الصّديق الصّدوق أو الجار المفضّل أو الحبيب الرّقيق .........و قد تسيء به الظّنّ وتظنّ أنّه إنّما يفعل ما يفعل لغاية في نفس يعقوب ... وقد تشعر بالذّنب نحوه بسبب سوء ظنّك... وتشتدّ بك الحيرة وتخشى أن تظلمه ....إلّا أنّ الحقيقة الّتي لا غبار عليها هي أنّك لا تجد في روحك صدى لما يدّعيه لك من صدق في الود ّ....... وبما أنّ العلاقات الإنسانيّة هي بالأساس تقوم بين الأرواح ولكي نخرج من هذه الحيرة دون ظالم أو مظلوم فإنّي أرى من باب الاجتهاد الشّخصيّ هو تحكيم قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس