ثورة وبعد

لقد قمنا بثورة كان شعارها "خبز وماء وبن علي لا " وبن علي كان من الممكن أن يكون اسما آخر فالرّسالة كانت موجّهة إلى حاكم فشل في إدارة البلاد وخان القسم ..وغدر بالعباد سواء كان مخيّرا أو مضطرّا في ما فعل فقد صار لا بدّ أن بتنحّى ..... لكن و إثر الثّورة مباشرة ولمّا خرج الشّعب مِلَلاً وأطيافا يطالبون بالزّيادة في الأجور عرفت حينئذ أنّه شعب مسكين قد نفذ صبره .... وهو الّذي عانى منذ ثمانية وخمسين سنة تاريخ الاستقلال وظنّ أنّه أخيرا أنّه سيستريح بمجرّد تغيير اسم الحاكم وكان غافلا عمّا يدور في الكواليس ورغم ذلك لم يستسلم فنزل إلى الشارع وندّد واعتصم ومنهم من أحرق نفسه ومنهم من أضرب عن الطّعام ولكن ليس هكذا نصون ثورتنا .... الشّعب لم يكن بعرف ما معنى ثورة وأنا من موقعي المتواضع بين أفراد الشّعب التونسي الكريم طالبت بتدريس الثّورة عبر القنوات التّلفزيّة والمنابر الثّقّافية والجمعيّات و إدراج تعليم الثّورة ضمن سنوات التّدريس بكلّ مراحله من الابتدائي إلى الجامعة .. وأن يتضمّن هذا البرنامج شرح معنى الثّورة وواجبنا نحوها وما هي حقوقنا ومتى يمكننا أن نحصد ثمار الثّورة الّتي هي لا تزال عودا أخضر رقيقا ونحن نريد أن نقطف منه الثّمار ........لكن الّذي حدث بعد الثّورة هو صراع حول الحكم استباحوا فيه كلّ شيء من أجل التّشبّث بالكرسيّ أو السّعي إليه وذهبت بسبب هذا أرواح بريئة هي من خيرة رجال تونس الأبرار .... وقد تشتّت التّونسيون في تلك الفترات العصيبة ..لكن الحمد لله شعب تونس مهما اختلف فهو شعب لطيف بطبعه مستنير العقل والفكر متضامن وقت الشّدّة وأروع ما فيه نبذه للعنف ووطنيّته الّتي فاتت حدود الخيال والواقع يشهد على ذلك أمثلة ممّا حدث في تونس مثل الأمّ الّتي كانت تبكي ابنها ضحيّة الإرهاب وكانت أيضا تزغرد و كان هذا في إحدى القنوات التلفزية وقد قالت أعطيت ابني لتونس ولي بنت أنا مستعدّة أن أعطيها هي الأخرى لتونس ......أمّا أحد أعوان الأمن الّذي فقد رجله بسبب لغم زرعه الارهاب قال هذا العون الحمد لله أنّي الّذي أصبت ولم يصب بعض المواطنين .. كما لا ننسى أخت الإرهابي الّتي أدانت أخاها وقالت نحن مع الحكومة ..... أمّا والد الشّاب الّذي لا حظ أنّ لابنه تحرّكات واتّصلات مريبة فأبلغ عنه الأمن لحماية الوطن قبل حماية ابنه ........ و طوبى لشعب تونس والشّعوب العربيّة المسلمة فانّ الشّعوب غير حكامها .
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس