نحن العرب .. نولد الأذكى .. إلّا أنّنا ولمّا نبتدئ في مصارعة الحياة .. تواجهنا تربيّة بيتيّة سلبيّة .. ومناهج تعليم تحطيميّة .. وطريقة تديّن خاطئة ...ونعيش الحياة بخوف وإحباط ..ونفقد الحياة ونحن على قيد الحياة.. ونتعثّر ونكبو في كلّ خطوة نسيرها إلى الأمام تعود بنا الخطوة مذعورة إلى الوراء ..ونتعلّم من أخطائنا المزيد من الأخطاء ... ونتعلّم كيف نخاف ونخفي وكيف نرضي الآخرين .. ونسعى لأن نرسم لدى الآخر صورة لامعة عنّا وفكرة جميلة ..ولا نهتمّ بأن نكون فعلا كذلك.. لأنّنا لو كنّاه لن تكون شيئا يذكر في مجتمع يجيد المحاسبة ويتقن العقاب ... بل أنت بقدر ما تكون جيّدا بقدر ما يكون لك أعداء بقدر ما يزيد عذابك وتزيد فرص فشلك ..ورعاة فشلك كثيرون ولكن لا أحد يحتضن مواهبك ويقدّر عطائك ... وإذا بك تفكّر أن تكون كما يريدون لترتاح ويتركونك في سلام... ووسط هذه الحرب المعيشيّة يتدمّر العقل شيئا فشيئا وتتلاشى المحاولة الذّاتيّة في أن تكون أنت ..ويموت الطّموح وتتلاشى العزيمة وتتخلّى عن ذاتك الّتي كنتها لتكون أيّ شيء لا يجلب لك السّخط والمصائب ..وحقّا أنت ولدتّ ذكيّا لكن في مجتمع عربيّ أنت تعيش محبطا وتموت تعيسا .... ليهبّوا حينئذ من وسط شرورهم ويصحو الضّمير منهم في إجازة وقتيّة ليقولوا عنك صدقا في الكذب "كان .. وكان " .....وما كنت في واقعهم إلّا لعبتهم في الإضطهاد .
نسيمة اللجمي
صفاقس