استقبلتني نسمة عليلة
لفحت وجهي بالقبلة الجميلة
حملت إليّ أنفاسا نبيلة
طهّرها الحبّ والصّدق والصّبر والإخلاص
وحبّ الوطن ملؤه الإحساس
نظرت للسّماء أبحث عن شيء كان لديّ
رأيت نجما وحيدا يرنو إليّ
سمعته ولم أسمع
هو نجم رحل خلاّنه وظلّ يلمعْ
يعرف الخبر ويكتم
هل تراه ينتظر كي يجيب على حيرتي وسؤالي ؟
أين هو ؟ ماذا هو الآن يفعل ؟ هل رأيته يا نجم ؟ هل أنت في سمائه مثلما أنت في سمائي ؟
هل هو يسمع صوتي في ندائي ؟
هل أنت يا نجم ترى روحي لديه ؟
هل عثر طيفي عليه ؟
هل تلمح مخبأه من قريب أو بعيد ؟
هل أنت تملأ عينيك من محيّاه السّعيد ؟
أخبرني عنه كيف ينام ؟
اقترب منه يا نجم علّك تسمعه يردّد اسمي فأسعد في منامه
أرقص أغنّي في أحلامه
إنّي يا نجم في البعد أراه ينام كطفل وجد أمّه بعد طول فراق
لكنّها ظلّت بعيدة عنه فزادت الأشواق
فنام الطّفل والبسمة والحزن على وجهه في وفاق
أخبرني يا نجم هل بكى قبل أن ينام ؟
هل سبّح باسمي ؟
هل حدّث عنيّ في منامه الأحلام ؟
أخبرني يا نجم عنه أو خذ أخباري إليه
قل له أنا أحبّه .. أشتاق إليه
عذّبني الحبّ حرقني شوقي إليه
قل له إنّي أنتظر والانتظار نار
قل له متى نلتقي في غير الخيال ؟
أم أنّ الوصال محال ؟
ما أروعك يا فجرا .. قد وجدتّه بين أحضانك ينتظر .. أنفاسه فيك تنتشر
والعصافير أتتني ضاحكة تهتف بهواه ... تقول اسمه في حبور ..فأقول يا طيور .. ارحلي إليه .. انشدي له أدمعي .. والّلوعة الّتي بين أضلعي .. غنّي له ِنظراتي .. همساتي ..أمنياتي وخيال الّلمساتِ ..
قولي له إنّه روحي .. إنّه عبير الوردِ .. قصص الشّوق .. قصائد الودِّ
و إذا بالشّمس جاءت تتبختر.. تختالْ ... تكتب اسم حبيبي بالحبر المحالْ ..
خجل شعاعها من هذا الجمال
أرسل نوره على وجه الغزال
فرأيت عمري يضحك ملء البكاء....... حلما كان ... صار هباء
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس