أحبّ العصافير , أسقيها , أطعمها , لكنّي لا أحبسها ...فأنا أحبّ أن تكون حرّة طليقة ..... وأحبّ الأزهار و لا أقطفها فأنا أعشقها في الأشجار , .....أمّا حبّي للعصافير فهو حبّ على مدار السّنة , لا يتوقّف ولا يعرف هدنة , أينما حللت ألتقيها , حتّى في أكثر الأماكن صخبا يكون لي معها أجمل موعد يتجدّد دائما أبدا ..... يقول لي زوجي :" إنّها تحبّك وتقتفي أثرك " , وأقول في صمت : لم لا وأنا الّتي أصبو لوهم اسمه الوفاء .... ؟ ومنذ ليلتين كنت أمرّ من غرفة الجلوس وسط الظّلام متوجّهة إلى المطبخ , وإذا بي أسمع رفرفة جناحين , أضأت الغرفة ورأيته , ولا أدري كيف دخل أو متى ؟ , يبدو أنّي أغلقت النّوافذ وهو بالدّاخل , سررت لحضوره , لكن هل تراه يسعدني أن يقضي الّليل معنا ؟ .....بقي العصفور في غرفة الجلوس , ولم أكن مرتاحة لوجوده قريبا منّي , ورغم حبّي الكبير للعصافير إلاّ أنّي لم أكن أتمنّى ذلك القرب الشّديد , وفي هذه الّليلة تأكّدتّ أنّني لم أفارق بعد رومانسيّة المراهقة والشّباب , وأنّني لا أزال أحّب الحبّ , لكن من بعيد لبعيد .
نسيمة اللجمي
تونس