نسيمة اللجمي عضوية رقم (1)
عدد المساهمات : 1138 الموقع : أركان الأديبة نسيمة اللجمي العمل/الترفيه : معلمة المزاج : الحمد لله
| موضوع: عيناي : عقل وقلب الخميس مايو 15, 2014 6:37 pm | |
| عيناي : عقل وقلب
في بدء حياتي وحين اعتقدت يوما أنني قد عرفت الحياة ,أو هكذا خيّل إليّ , كان يحلو لي أن انظر إلى الدّنيا وما فيها بالعاطفة والقلب . فأبكي مع كل باك , بل ولا اكتفي بالبكاء معه , وإنّما أتبادل معه الأدوار وأنا سعيدة كلّ السّعادة مقتنعة تمام الاقتناع . فإذا شكا لي همومه فإنّي أسلّمه مفاتيح هنائي في نهاري ونومي في ليلي , وبدلا عنه أغتمّ نهارا وأسهر ليلا ولا يرتاح لي بال ولا يهدأ لي خاطرإلاّإذا صار على أفضل حال . كنت أحس أنني ملزمة على أن لا اترك تعيسا يتخبط في همومه لوحده , بل لا بدّ أن أرتمي في حوض أحزانه , وأسبح معه في أدرانه , وأسمح له أن يتسلّق ظهري , فيخرج هو وأبقى أنا هناك . وبعد مدّة ,ألفيت نفسي أرزح تحت أكوام وأكداس مختلفة من الهموم والأحزان والمشاكل التي ليس لها حلول , واختنقت تحتها جميعها , وحاولت الخروج , لكنها كانت جدّ ثقيلة , حاولت وفشلت .وتأكدت من أنه قد فات الأوان . ومن تحت تلك الأكداس رأيتهم , أجل رأيتهم يتغنّون ويرقصون , إنّهم في السّعادة الّتي وهبتهم ينعمون , ولكنهم حين سمعوا أنيني أسمعوني صمتهم ثمّ سمعتهم يفرّون . هذا ما حدث لي حين نظرت إلى الحياة بعين العاطفة والقلب والإحساس . وتعالوا نرى ماذا حدث لما نظرت إليها بالعين الأخرى عين العقل .؟ بهذه العين رأيت الأشياء بدون ألوان , تلك الألوان التي تزيّنها , فنرغب فيها ونقبلها دون تردّد حتّى وإن لم نكن في حاجة إليها ,وهكذا لم أعد أسكت إذا ما اكتشفت حقيقة ,وكنت أصدح بها وبأعلى صوتي, ولا يهمّ أمام من , أو أين, ذلك أنّ عقلي يوحي إليّ بأنّني بعقلي أنا الأقوى.......... . لم يقبلوا الحقيقة , ورموني بها . فإذا هي سهام تمزّق جسدي وسموم تدمي روحي ّكان عقلي يتغلغل داخل كلّ عقل فإذا حدّثني أحدهم وأكتشفت كذبه أخبرته فورا بالأمر, وعوض أن يخجل ويعتذر تثور ثائرته وبكل وقاحة يعلن القطيعة بحجّة أّنني أنا الكاذبة . لم أكن لأصمت على عيب أراه أو أجامل منافقا أو أتستّر على مخادع ذلك أنّ عقلي يأبى كلّ هده الأشياء القذرة . وتمادى عقلي يحارب الرّذيلة دون أن يتردّد أو يخالجه الخوف يوما , كان يفضح الحقائق مهما كانت العاقبة . وبعد مدّة , وجدتّ نفسي وحيدة نكرة , وحياتي صحراء قاحلة ,لا أحد يرغب في الدّخول إليها . واعتذر لي عقلي عمّا فعل بي وقد تأكّد من أنّ الحياة أرهقتني وفعلت بي كما شاءت , فتقدّم قلبي ووقف حذوه واعتذر هو الآخر وبصوت واحد قالا : دعينا هكذا متلاصقين ما عشت وستستريحين بل وتسعدين وتسعدين الآخرين
نسيمة اللجمي | |
|