في بلدي والحب شريد
يموت نصف الناس والنصف شهيد
الفرح كان كذبة والعيد زيف شديد
كنا نصدق..
كانوا يقولون ونحن نصفق
نبصم ... نمضي.. نخاف .. وكذبهم كنا نسوّق
يهرب الأمل ..تخون الأماني
يهجر الحلم... تبكي الأغاني
وفي بلدي الموت كان بلون الغواني
الموت كان بدون الموت
والنحيب يشتهي الصوت
في بلدي كم رانية كانت تموت
بدون سقف بدون قوت
في بلدي كم فقيرا للحياة تشوّق
حياته... يسرقها نسر يحلق
كسر العظم شرب الدماء ظل يحدق
جوعا وبردا يموت الفقير
يشرب ماء الغدير
وماء العيون إليه يسير
تغتصبه القوارير
ورانية عطشى
يجلدها البرد
تنام فوق الحصير
والذهب يهدى للكبير
يدوس بالقدم الحرير
وماتت رانية
وقبل رانية ماتت كم رانية
وكم بكت أم حانية
ووالد غاب يومه عاد واليد خاوية
وفي الكوخ رانية
تنتظر رغيفا وحساءساخنا تحلم به الآنية
ماتت رانية
والزمن كان قصير
رحلت تركت في الأرض العبير
صاح الربيع... أنكر العصافير
جحد عطر الأزاهير
وبكى
دمعه سخطا هما
على الظالم أقسى دعاء..
وشكا للسماء
صرخ : رانية كانت هنا
يا ويح من قتل رانية
نسيمة الهادي اللجمي