حين أذنبت يوما قيل لي : إن ذنبك صغير تمحيه الحسنات ... إلاّ أنّ انتقامي من نفسي كان كبيرا كان انتقاما مفاجئا .. لا إراديا ... فقدت راحة البال ..عذبني اللوم انهال عليّ بالتقريع لست أدري من أين هذا الشعور المقيت يجيئ.... احتقرت نفسي .. احتقرتني هي .. أهملتني .. شتمتني.. عيرتني.. رمتني بكل الألقاب القاسية ..كسّرت زجاجي شوّهت جدراني وذهب الجمال ... كان ذنبي الجريء يقف على كتفي يسخر مني يجذب أذني يصرخ فيها : أنا شبه الذنب .. أنا ظله.. أنا خياله .. لا تخافي لن أدخلك إلى جهنّم ...وأقول يا ذنبي مشكلتي مع نفسي وليست مع جهنم ..إنّ النار أهون من خصام النفس.. وانت ايها الذنل ستبقى ذنبي الذي اقترفت مهما بدلت وجهك وغيرت اللغة ولبست الحجج ....ولكن اسمح لي ايها الذنب البريء أن أطلب مرافقتك لي في الذاكرة كي لا أعيد الكرة إنك وإن عذبتني بوجهك القبيح إلاّ أنّك كشفت لي نفسي العفيفة وروحي الأبية التي رفضت أن تأتي بالفعل البشع إنني لا شك قد خشيت من ربي وخجلت منه ولكن بسببك اكتشفت حقيقة نفسي ..اكتشفت انني روح طيبة و طينة صالحة حتى وان كنت بدون دين .. بدون نواه ولا أوامر.. بدون قانون .. بدون مراقبة ..
وبفضلك يا ذنبي الصغير عرفت نفسي لكني ... لن اشكرك
نسيمة الهادي اللجمي
صفاقس