وقع نقلي الى مدرسة قريبة من بيتي فرحت للأمر الذي ىسيسهل عليّ حياتي اليوميه ... وفي أول يوم كنت متجهة إلى المدرسة قطعت عليّ الطريق امرأة ألقت التّحية بكلّ أدب ثم ذكرت لي اسم بنيّة وقالت لي " هذه ابنتي و تلميذتك فرجاء اعتني بها جيدا" .. قلت " اطمئني سأفعل " ..ولما هممت بالانصراف استوقفتني وجعلت تهمهم بالكلام ولا تنطق ظننتها محرجة من طلب ما ..فقلت لها " تكلمي " قالت : " هذه المدرسة سخونة" .. قلت " لم أفهم " قالت " كل من يشتغل فيها يموت له واحد من أفراد عائلته أو أكثر" .. قلت لها " الاعمار بيد الله " ....قالت " إنّها الحقيقة ..ستكتشفين ذلك بنفسك " .
فلنرى ما صحة كلام هذه المرأة ... وسأسرد وقائع عشت تفاصيلها ...أمّا أنا ففي خلال عامين توفي والدي ثم والدتي ...ثم لاحظت أن كل من يلتحق بالعمل في هذه المدرسة وبدون استثناء سرعان ما يفقد عزيزا عليه
والتحق جاري بالمدرسة ليعمل بها ... فأخبروه بقصة الوفايات ...فضحك وسخر وقال " هذه خرافات " وفي الحقيقة أنا أسانده فعلا لأنّي لا أجد أي تفسير دينيّ ولا علميّ فالأمر هو محض صدفة عجيبة ...
أمّا جاري فلم تنته السنة الدراسية حتى توفيّ له من أقاربه أحد عشر نفرا ..كنا نعدّهم واحدا واحدا
نسيمة الهادي اللجمي
صفاقس ..تونس