أركان الأديبة نسيمة اللجمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامي .. أدبي .. ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحباً بكم في الموقع الرسمي للأديبة التونسية : نسيمة الهادي اللجمي

 

 الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نسيمة اللجمي
عضوية رقم (1)
عضوية رقم (1)
نسيمة اللجمي


انثى
عدد المساهمات : 1138
الموقع : أركان الأديبة نسيمة اللجمي
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : معلمة
المزاج : الحمد لله

الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم Empty
مُساهمةموضوع: الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم   الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم I_icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2014 10:10 am

الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم

الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم Images?q=tbn:ANd9GcS6fxrGIluFwC9c0zDNLtZW9sLaNNyUl1RrBBWkx3qbv2jMHlhy

بكل عنفوان الشّباب ,  وبكلّ العاطفة الجيّاشة  , كان الحبّ بينهما  ,  وأعلنوا خطوبة  بنت العمّ على ابن العمّ , وتمّ الزّواج بعد الحبّ الجميل...إثر  إنجاب ثلاثة أولاد و قد بلغت العروس الأربعين من عمرها وابن العمّ رفيق الطّفولة والصّبا وحبيب العمر لا يزال  يناديها عروستي ,  وإنّها لكذلك , فكلّما تقدّمت بها السّنوات  إلّا ازدادت جمالا وحسنا ,  وصار الحبّ   بينهما عشقا كبيرا  , لقد كنت كلّما رأيتهما معا أقول "باسم الله ما شاء الله" فهما في البيت معا وفي الأماكن  العموميّة معا وفي الشّغل معا,  لا يفترقان لحظة... وجاء مهدّم الّلذات ومفّرق الأحباب في غفلة من الجميع , وحلا له المقام بينهما,  واشتدّ المرض بالعروس , كان كلّ يوم يستفحل أكثر  , بذل الأطبّاء أقصى جهودهم , ثم سمحوا لها بمغادرة المستشفى لتكمل أيّامها الأخيرة في بيتها,  كنت أرى  زوجها  مجنونا مخيفا قد أطلق لحيته وأهمل مظهره , وقلّما  تناول  طعاما , ولا أسمعه  إلاّ وهو يتمتم: : لن تموت لن تموت ,  وإذا ما دخل إليها يأخذها في حضنه ويقول  : لقد بشّرني الطّبيب بالشّفاء التّام , فأرى الفرحة تلمع في عينيها  و تضيئ وجهها وما حولها,  وتمزّق قلبي من أجل هذين القلبين المخلصين وأقول في حسرة  : هل قدّر للإخلاص أن لا يكون في دنيا البشر,  وفجأة ولمّا  كنّا  حولها نؤنسها ونطرد عنها وحشة المرض وشبح الموت  طلبت أن ترى أبناءها الثّلاثة , جاء الإبن الأوسط  فقبّلته طويلا ودموعها تسيل على خديها وقد ملأت وجهه ,  ثم جاء الإبن الأصغر فأخذته في حضنها وجعلت رأسه على صدرها وأخذت تطبطب على كتفه وتغّني بصوت ضعيف  " ماما ماما" و بكت قلوبنا وتحجّرت الدّموع في المآقي  , ثمّ وبحزم قالت تذكّرت أمرا  مهمّا بقي عالقا,  والتفتت إلى ابنها البكر وقالت له :  يا أوّل فرحتنا لن أحرمك فرحتك,  يا ابني الغالي قد وافقت على عروستك الّتي اختارها قلبك ,  وإنّي أعتذر يا بني  على عدم الموافقة من قبل  ..أتمم زواجك متى تريد يا بني ,  فجأة شخص نظرها بعيدا  في الفضاء  أمامها,   ولاح على محيّاها خيال ابتسامة  , وإذا  بصدرها يرتفع قليلا وتخرج زفرة ضعيفة من بين شفتيهاانخفض صدرها بعد ذلك , واسترخت , واغمضت عينيها , فارتفع البكاء والنّحيب.
..... رحمك الله يا جارتي .                                                                       .

ماذا أقول لك يا جارتي  ؟,  أخاف إن أنا  قلت لك أزعجك, أخشى إن  أنا أخبرتك اؤلمك .. فزوجك المخلص المحبّ ابن عمّك,  تزوّج
بعد ستّة أشهر من وفاتك ,  تزوّج قريبته وقريبتك...وأهداها  مملكتك لتسكن فيها  ,,  تألّمت كثيرا  يا جارتي حين علمت ,  ليتك لا تعلمين فوجعك سيكون أكبر
 رحمك الله يا جارتي  , موتك علّمني أنّ الحبّ مؤقّت والإخلاص وهْمٌ .


نسيمة الّلجمي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nasima.ahlamontada.com
 
الحبّ مؤقّت والإخلاص وهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحلة الحبّ والإخلاص
» الحبّ
» الحبّ
» أنا الحبّ
» سيّد الحبّ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أركان الأديبة نسيمة اللجمي :: الأركان الأدبية :: الركن القصصي-
انتقل الى: