في العهد السّابق كان يمنع عن المعلّم أن يتعمّق في تدريس الإسلام أو إدماج لمحة عنه في بقيّة الدّروس إن لم تكن المادّة مقرّرة , وأذكر أنّنا كنّا ندرّس حياة الرّسول في السّنة الثالثة ابتدائي ثمّ منعت من التّدريس وفهمت ساعتها أنّهم يخشون أن يكون سيّد الأنام قدوة الجيل الصّاعد وتنكشف بالتّالي عيوبهم الفادحة , كانوا يخافون أن ينشأ جيل صالح لا يخشى في الحقّ لومة لائم ... وكنت أدرّس مادّة التّربية الدّينيّة باجتهاد منّي سواء كانت مقرّرة أو غير مقرّرة وأفعل ذلك من السّنة الأولى ابتدائي , و أتعمّد أن أتخلّل كلّ الدّروس بلمحة من الدّين الإسلامي ..... ولكنّ كان الحديث عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بصفة خاصّة يؤسّر قلوب الصّغار وتراهم وقد خشعوا بتلقائيّة وبراءة وغرقوا في صمت نادرا ما يكونون به في أيّ وقت آخر لقد كانوا يحبّون الحديث عن الرّسول الكريم و عن الدّين,, لم أكن أستعمل كلمة حرام أو التّهديد بجهنّم كنت أحدّثهم عن أخلاق الرّسول وكيف أنّ الّذي يقتاد بالرّسول الكريم يدخل إلى الجنّة ,و إذا ما سألني أحدهم عن جهنّم , أقول : جهنّم ليست لنا نحن مؤمنون و مسلمون , ونحبّ الرّسول ونفعل ما يفعله نحن ندخل إلى الجنّة وجهنّم هي للكفّار فقط ..
كنت أرى حيرة في بعض العيون الّتي تربّت على كلمة " حرام وعيب أوستدخل لجهنّم " .
و ما إن يمرّ جزء من العام الدّراسي حتّى تضمحلّ تلك الحيرة وتحلّ مكانها معرفة صحيحة بالإسلام وثقة وطمأنينة وبالتّالي سعادة الانتماء لهذا الدّين الحنيف .
نسيمة اللجمي