أركان الأديبة نسيمة اللجمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامي .. أدبي .. ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحباً بكم في الموقع الرسمي للأديبة التونسية : نسيمة الهادي اللجمي

 

 عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نسيمة اللجمي
عضوية رقم (1)
عضوية رقم (1)
نسيمة اللجمي


انثى
عدد المساهمات : 1138
الموقع : أركان الأديبة نسيمة اللجمي
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : معلمة
المزاج : الحمد لله

عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود Empty
مُساهمةموضوع: عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود   عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود I_icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2014 5:07 pm

عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود

عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود 76745

إنّها امراة مسنّة  وقد صارت وحيدة , لا يعوزها المال , ولكن العجز اقعدها عن القيام بشؤونها الخاصّة , وصارت في حاجة لمساعدة. واتفق الأبناء  على ان يقتسموا  الأيّام فيما بينهم وفقا لجدول وضعوه لهذا الغرض. فقد كانت تقضي كلّ أسبوعين عند أحد الأبناء , ثم يوصلها إلى أخيه الّذي يحين دوره لاستقبال  والدته  . ورغم  طريقة العيش هذه   الخاطئة تماما  والّتي تمثّل خطرا على صحّة المسنّ وعلى نفسيّته  إذ  أنّها تسلبه كرامته  ,وتفقده الشّعور بالاستقرار والأمن ,هذه المشاعر الّتي  هو في حاجة إليها جميعا في مثل هذه السنّ الّتي يكون فيها مرهف الإحساس و ينتظر أن  يحصد ممّا زرع ,والّتي يجب أن تتوفّر له في مثل هذه السنّ الحرجة حتىّ تخفّف عنه مصائب الشيخوخة ,   فما ينصح به علم الاجتماع وعلم النّفس والطبّ بجميع اختصاصاته  هو أن  يستقرّ المسنّ في بيت واحد يختاره هو , وعلى بقيّة  الأبناء أن يزوروه  وأن ويوفّروا  له كلّ ما يحتاج إليه . لكن المسنّ  لايجد خيارا آخر ويرضى بقرار الابناء  فهو يعرف أنّهم لا يريدون غير ذلك الحلّ الأناني  الّذي اتّفقوا عليه ,   إلّا إذا فكّر في الّلجوء إلى دار المسنّين , ولكنّه لا يجرؤ على فعل ذلك رغم ما يوفّره له هذا الموقع  من استقرار وذلك  كي لا يحرج الابناء ويجعل منهم حديث المجتمع وسخرية العائلات القريبة. وهكذا يقرّر الآباء مواصلة العطاء بدون حدود في حين لا يتوقّف الابناء من ممارسة أنانيّتهم منذ الوجود. وهكذا  يظلّ الابناء يسلمون الآباء لبعضهم البعض حسب الجدول المرسوم . وإنّها  والله لرحلة عذاب قاسية يرى فيها المسنّ العجب العجاب من الاصهار وزوجات الابناء ومن الأحفاد أحيانا . وكم يتألّم  المسنّ  وهو يرى ابنه اّلذي انتهت مدة إقامته  عنده وهو يحمله إلى أخيه بكلّ سعادة وكأنّه يتخلّص من عبء ثقيل , بل هو على يقين من أنّه كذلك , ولكنّ العجز يلجمه عن الاحتجاج ,ويتمنّى أن يتذكّروا ما فعل  معهم حين كانوا صغارا عاجزين.ولكنّه لا يفعل ففي مثل هذه السنّ ووسط هذه الظّروف والاحباط الّذي يصيبهم به تنكّر الابناء  يصاب المسن يالياس والكآبة , ولم يعد له ملجا سوى الصبر والصمت . وهذا ما كان يقع مع العجوز التي ذكرتها  في بداية حديثي فقد اسلمت امرها لابناءها يفعلون ما يحلو لهم فلم يكن يسالها احد عما تحب ,فكانت تتنقل من بيت لبيت دون ان تجرؤ على  مناقشتهم فيما يتعلق باي شان من شؤونها . وفي احدى المرات حملها ابنها البكر  لتقضي المدة المقررة عنده , ولكنه فوجئ بغياب  كامل افراد العائلة عن البيت  رغم أنّهم على علم بقدوم الوالدة في هذا اليوم . كان البيت كبيرا يقع وسط حقل شاسع جدا تحيطه حقول كبيرة تفصل مساحاتها بين البيوت المتجاورة حتىّ لا تكاد تسمع أحدا وكان لا أحد يسكن في ذلك المكان. لم يعد الابن بوالدته إلى منزله بل تركها أمام بيت الأخ وسط الحقل الشّاسع , وبعد أن  أكّد لها أنّهم لن يتأحّروا لأنّهم على علم يقدومها . وطال وقت الانتظار ولم يات أحد , وحلّ الّليل , ونامت العجوز على عتبة البيت . ومن الغد عادت العائلة وهي على يقين من أنّ الابن البكر قد عاد بأمّه إلى بيته لمّا لم يجدهم , ظنّوا أنّهم قد نجحوا في الخطّة الّتي رسموها للتخلّص من العجوز , وفعلا  فقد نجحوا نجاحا لم يخطر عللا بالهم , فقد ألفوا العجوز طريحة على الأرض وقد تمزقّت ثيابها وتلطّخ  جسدها  بالدّماء بعد ان نهشته الكلاب السّائبة في ساعة متأخّرة من الّليل


نسيمة اللجمي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nasima.ahlamontada.com
 
عطاء بلا حدود وأنانيّة منذ الوجود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عطاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أركان الأديبة نسيمة اللجمي :: الأركان الأدبية :: الركن القصصي-
انتقل الى: