مرّ بها وكانت على قارعة الطّريق تقف شامخة لا تلوي على شيء ولا هي تدري ما يدور حولها و لعلّها تدري وتواصل الصّمت مجبرة غير مخيّرة ... مستسلمة لقدرها الّذي رماها خارج الإطار المناسب لها ...
وقف مشدوها... مشدودا لجمالها الّذي سلب لبّه دون استشارة ولا هو أعطاه مهلة للاستخارة ....لم يكن به جوع ولا عطش لكنّه عزم أن بأكل منها ...مدّ يده ليقطف من ثمارها لكنّها كانت عالية جدّا.. حاول أن يتسلّقها لإلّا أنّ الأشواك الّتي نبتت في جذعها انغرست في جسده فأدمته وأثخنته بالجراح وسال الدّم منه غزيرا فصرخ من شدّة الألم ووقع على الأرض.. يسبّها ويشتمها ويصفها بما ليس من صفاتها.... ثم التقط الحجارة وجعل يرميها بهستيرية وجنون ......
نسيمة الهادي اللجمي