الطّفل العاشق

موضوع: الطّفل العاشق الخميس أبريل 24, 2014 9:21 am

الطّفل العاشق

تثور , تصرخ في وجهه , تطرده من الغرفة , لا يغضب , لا يغادر المكان , يقترب منها , يأخذ يديها بين يديه , يشبعهما لثما , يجذبها إليه , يقبّل جبينها , ينظر إلى هذا الوجه المتألّم ويتنهّد,, فآهٍ من غدر الزّمن وقسوة المرض , لا تزال على وجهها بقايا جمال هي شهود على أجمل أمرأة رأتها عيناه وقرّر أن تكون له,,,,يكتم دموعه وعيناه لا تتوقّفان عن عشق هذا الوجه مهما رسم المرض فيه حكاياته القاسية , يحضنها , يهدهدها يغنّي لها :"" نامي يا حبيبة روحي , نامي لا تتألّمي , لا تخافي , نامي فأنا معك أنا لا أبتعد , أنت حبّي للأبد ""...... وتنام ككلّ مرّة والدّموع تملأ وجهها , يمسح دموعها , يحكم الغطاء عليها , يتفقّد كتاب القرآن تحت وسادتها , يخرج على أطراف أصابعه ودموعه تحجب أمامه الطّريق ....هذه المرأة هي جارته الّتي كان كلّما مرّ أمامها يقف ويصرخ "هذه من أريد أن أتزوجّ ", ويضحك الجميع , كان طفلا في العاشرة وكانت شابّة في الثّلاثين من عمرها آية في الحسن والجمال ودماثة الأخلاق , لا أحد يدري لماذا كانت ترفض الزّواج , لمّا يسألونها عن السّبب كانت تجيب ضاحكة : " لم يعجبني أحد منهم " . كبر الطّفل العاشق و جاوز العشرين , هرول إليها يطلب منها الزّواج ووافقت, لا أحد يدري إلى يوم النّاس هذا كيف تمّ هذا الأمر وماذا حدث خلال عشرة سنوات فصلت بين طفولته ويوم أن تزوّجها ؟ ,,, عاشا الحبّ , عاشا السّعادة, أنجبا الكثير من الأبناء والبنات ..كبروا تزوّجوا , رحلوا , وهاهو مع حبيبة العمر وحدهما من جديد , وقد أشرف على السّبعين ...يقوم بشؤونها ويلبّي طلباتها ويتمنىّ لها الشّفاء ,,ولا ينفكّ يرفع عينيه إلى الله ليقول : "" الّلهمّ خذنا معا أو اتركنا معا لا حياة لنا بدون بعضنا البعض ""

نسيمة اللجمي