مات الملك.. وحين تولّى ابنه الحكم أصدر قانونا يمنع على الشّعب ارتداء الّلون الأحمر ... إذ أنّه كان يصاب بحالة من التّوتّر تعقبها حالة من الذّهول تصل أحيانا إلى الغيبوبة ...لم يكن والده الملك قد تهاون في علاجه إلّا أنّ الأطبّاء وبعدهم العرّافون والمشعوذون قد فشلوا جميعا في شفائه... فكان الحلّ الأمثل لحالته هو تجنّب رؤية الّلون الاحمر وامتثل كلّ سكّان المملكة اإلّا قرية واحدة رفض نساؤها أمر الأمير ... وكان هؤلاء النّسوة قد تعوّدن لبس الأحمر وتوارثنه عن الأمّهات والجدّات .... وأرسل الأمير لهن أثوابا جميلة بكلّ الألوان .. مزركشة ومطرّزة بخيوط من الفضة والذّهب ... إلّا أنّ النّسوة رفضنها ..وخطب فيهنّ شيخ القرية ناصحا إيّاهن بعدم عصيان أمر الأمير محذّرا من مغبّة ما يفعلنه بأنفسهن وبأهالي القرية مؤكّدا لهنّ أنّ لبس الأحمر ليس من العادة ولا هو من الدّين ولا علاقة له بالشّرف ... وأجابت النّسوة بصوت واحد نحن لن نقلع عن الأحمر إنّه شرفنا ..وهكذا أعلن النّسوة العصيان جهرا .. ورابط جنود الأمير في هذه القرية يعتقلون كلّ من تلبس الأحمر ويضطهدون الرّجال ..ثم قطعوا على القرية الماء ثم الكهرباء وشدّدوا عليهم الخناق في رزقهم اليوميّ ....وكلّما اشتدّ عصيان النّسوة احتدّ انتقام الأمير من هذه القرية العاصية نساؤها ...و توسّل رجال القرية للنّساء أن يقلعن عن الّلون الأحمر ..ورفضت النّساء مدّعيات أنّ تنازلهنّ عن الأحمر هو تخلّ عن الشّرف ... وهدّد الأمير بأن بتعرّض شرفهنّ للأذى حقيقة وليس بترك اللّون الأحمر ولمّا لم تقبل النّساء أيّة واسطة في هذا الموضوع وفشلت كلّ المساعي .. هجم حينئذ الجنود على القرية يحرقون ويهدّمون ويغتصبون وضاع الشّرف في القرية مابين اللّون الأحمر وتعنّت نسائها وسلبيّة رجالها ووحشيّة الأمير.