في الشّمال الغربي من بلاد الجمهوريّة التونسيّة , وفي فجر الإستقلال , كان أطفال صغار يستيقظون فجرا , ويسيرون مسافة طويلة تحت البرد و فوق الثلج وعواء الذئاب يرافقهم يملأهم رعبا , تسري قشعريرة في أجسادهم الصّغيرة , يتآمر البرد والجوع والخوف على الأجساد الضّعيفة , وتستسلم الأرواح البريئة لواقع لا يفقهونه ومستقبل يجهلونه ,,,,وتستقبل هؤلاء الصّغار سيّدة هي مدرّسة السّنة الأولى والّتي قد أحبّها الأطفال , وفي بداية كل يوم وقبل ان تشرع الدرسة في العمل تأمر تلاميذها الصغار أن يطلبوا الحلوى من الله فيرفع الأطفال نظراتهم إلى فوق ويقولون : ""يا الله أعطنا حلوى "" ويكرّرون النّداء وهي تراقبهم , ثم تقول لهم : ""قولوا يا سيّدتي أعطينا حلوى ""فيقولون , وتسرع بتوزيع الحلوى عليهم بكرم, بعد ذلك تسألهم : هل اعطاكم الله الحلوى يجيب الاطفال بالنفي فتقول وهل اعطيتكم انا الحلوى لما طلبتم مني يقوزلون اجل يا سيدتي انني احبكم فاعطيكم الحلوى ثم تسالهم ""من تحبّون أنا أم الله ؟ ""ويجيب الأطفال في غفلة و بصوت واحد :"" أنت يا سيّدتي "" , تقول :"" لماذا ؟ ""يقول الأطفال في فوضى عارمة : ""لأنّك تعطيننا الحلوى والله لا يعطينا ""........................................................................................................................وتبتسم عبدة الشّيطان
نسيمة اللجمي
صفاقس
تونس