كان والدي رحمه الله يستأجر لنا في كلّ صيف بيتا على شاطئ البحر ...نقضي فيه مدّة إجازته السّنوية وأحيانا نبقى مدّة أطول بفضل العطلة المدرسيّة الّتي كانت تدوم ثلاثة أشهر ... كنّا ننعم بالحياة على شاطئ البحر ..سباحة كامل اليوم ...ولعب... وأكل سمك طازج نشتريه إثر اصطياده مباشرة وهو لا يزال يحتفظ بأنفاسه ...و كم كانت الغلال كثيرة في ذلك الزّمن وكان الفلّاحون يأتون بها في الصّباح الباكر من حقولهم إثر قطفها مياشرة فتملأ الفضاء روائح ذكيّة جدا لا تزال عالقة بأنفي خاصّة رائحة البطّيخ الأصفر..كانت تلك هي السّعادة بين أمّي وأبي وإخوتي والدّنيا الجميلة تغرينا بكلّ ما فيها من متع الحلال ونعم الله علينا ... كان والدي يختار مكانا تقيم فيه عائلات محترمة لكن يبدو أن الإحترام هو الآخر يأخذ عطلة لتطلّ علينا في البحر من حين لآخر امرأة تلبس مايوه أو قطعتين وكلّما فاجأني هذا المشهد إلّا وأحسب أنّ هذه المرأة أجنبيّة .. وكنت رغم صغري أشعر بالتّقزّز والإشمئزاز من مشهد هؤلاء الكاسيات العاريات .. ولم أكن أسأل حول هذا الموضوع أحدا ..يمنعني من ذلك الخجل .....لمّا كبرت عرفت أنّ أولئك النّساء الوقحات كنّ مسلمات كما أدركت أنّ الإسلام منهنّ براء .....والّذي جعلني اليوم أذكر هذه القصّة هو ظهور بعض المسلمات على الفيس بوك بجسد نصفه عار والنّصف الآخر يرتدي من الثّياب ما نهى عنه الله تعالى وهو الثّوب الّذي يصف ويشف ...ولعلّ هذه المرأة المسلمة تعلم جيّدا غضب الله عليها وهي تكشف جسدها و ليتها تعرف كم تبدو قبيحة الشّكل وهي لم ترتق حتّى إلى مرتبة الحيوان الّذي تستّر بالوبر أو الصّوف أو الرّيش.
نسيمة اللجمي
صفاقس