لي صديقة جمعني بها العمل وقرب السّكن ... لا أنكر أنّي أحببتها ...كنت أحبّ استقابلها في بيتي والجلوس إليها ..لم أكن أعرف غيرها في بلاد الغربة ....صديقتي رفيقة لا تأتيني إلاّ إذا شعرت بالفراغ ...أو كانت لها حاجة لديّ ....فهي تهرع إليّ تستقبلني بالأحضان تقبّل رأسي ... تواسي بأسي ....وفجأة تغيب عنّي رفيقة , وأعرف أنّها ليست في حاجة إلى رفقتي ... فإمّا أنّ أهلها عندها أو أنّها مشغولة بغيري ....ويصل بها الأمر أن لا ترفع السّمّاعة لمّا أطلبها .....تردّدت كثيرا في أخذ قرار الإنفصال عنها فسلوكها معي والّذي يقول بكلّ وضوح " أنت صديقة احتياطيّة " يؤلمني ويجرح كرامتي ,,,, ورغم غربتي ..ورغم وحدتي , ورغم أنّي أحببتها وتعلّقت بأطفالها وكنت لمّا أطرق باب بيتها وأقف أنتظر أحسّ أنّ والدتي هي من ستظهر لي فجأة وتأخذني في حضنها .إلاّ أنّي قرّرت الإنفصال عنها نهائيّا .....سامح الله الغربةفهي قاسية وتورّطنا أحيانا وتجعلنا نرضى بالقليل ونسكت عن الكثير .....لكن أخيرا وبعد صبر رفضت كرامتي الجريحة هذه الإهانة الصّريحة .
نسيمة اللجمي
تونس