كانت مخطوبة لشابّ وسيم وثريّ , من عائلة عريقة , و كانت الخطوبة تقليديّة , وفجأة صرخت صديقتي : لا أريده , ورفضت عائلتها فسخ الخطوبة , ثمّ عرفوا أنّها تحبّ موظّفا صغيرا ريفيّا , غضب والدها لكنّه وافق على زواجها من حبيبها لكي لا تكون ابنته قصّة يتداولها الجميع بالحديث والتّحليل , واستمرّت الحياة بهما عاديّة إلى أن بدأت صديقتي تكتشف اختفاء بعض مصوغها , واكتشفت أنّ مصوغها يذهب إلى إحدى زميلات زوجها في الشّغل لها معزّة خاصّة عنده, وتتالت اكتشافات صديقتي , وكلّها اكتشافات مروّعة قاتلة ............. لم يكن ينفق , كان يفتكّ راتبها , يحتفظ بدفتر شيكتها لديه وكلّ آخر شهر يقلّد إمضاءتها ويقبض راتبها , ويا ويلها لو اعتضرت عن أيّ أمر يقرّره فهو يضربها دون سابق إنذار ولا يهتمّ لا بالمكان ولا بالزّمان ...لقد ضربها في الشّارع , ضربها في مقرّ عملها , ضربها في السّيّارة ودفعها فأوقعها أرضا , كنت أرى ذلك وأتألّم ولا أملك لها شيئا , وكلّما حرّضتها على تركه أو اشتكاءه للقضاء إلاّ وقالت : " لا أستطيع , إنّي أحبّه " , ورغم أنّ صديقتي كانت موظّفة وتتقاضى راتبا جيّدا إلاّ أنّها كانت تعاني الفقر الشّديد والإحتياج فقد كان زوجها يستأثر بالرّاتبين لنفسه ينفقهما على نزواته الكثيرة ...و كنت أقول لها : " يا صديقتي أهذا الّذي تزوّجته من أجل الحبّ , ها قد ذهب الحبّ وبقي الفقر ؟ " .
نسيمة اللجمي