تشاركني همومي , تقاسمني آلامي, تتوقّف دموعي عند حضورها .كلّما كنت حزينة متألّمة , إلاّ وحطّت حمامة على شرفتي , تلتقي عيناي المبلّلتان بنظراتها المرتبكة, أسألها : لماذا أنت مرتبكة ؟ أيحدث لك ما يحدث لي ؟
اليوم تفاقم الألم , أبت الدّموع أن تجفّ ,أى النّزيف أن يتوقّف . كنت أدور حول نفسي في الشّرفة جيرة وألما , وكان يقفز هنا وهناك مرفرفا بجناحيه نظرت إليه وقلت عاتبة : هل أنت سعيد بألمي ؟ أطلق زقزقة جميلة شقّت طريقها إلى قلبي بيسر لم يفعله أحد من البشر . وقف على الشّرفة تبادلنا النّظرات , تبادلنا الأمنيات , قلت له :
لبتني أطير مثلك وأغادر سجني المرير , و أهرب من سجّاني البغيض
قال :
وما تجليقي بعيد إلاّ هروبا من سجنك
قلت :
أنت تدرك سجني إذا ؟
قال :
وأخافه
قلت :
ماذا أفعل أنا إذا ؟
قال :
اصبري
قلت :
نفذ الصّبر, انقهر القلب , واشتاقت الرّوح لبارئها ترجو الرّاحة بين يديه
طار العصفور , تركني وطار , رفعت بصري إليه , تلاحقه نظراتي , جميل هو , أعجبني , ابتسمت وأنا أنظر إليه , ابتسمت ناسية حزني .... .أتراه جاء لمثل هذا ؟
ورأيت السّماء , جميلة , كبيرة , صامدة , فقلت : يا ربّي هب لي من لدنك صبرا على قدر كبر السّماء .
نسيمة اللجمي