دخلت إلى بائع السّمك فوجدتّ أخته قد سبقتني , تسلّمت الأخت كيسا من السّمك ومدّت له نقودا , خلته سيرفض لكنّه لم يفعل , فاستغربت كثيرا وقفزت لذهني ذكرى قديمة جدّا , لمّا كنت أرى والدي يتعب جدّا في جلب حاجيات البيت وينفق عليها كثيرا, فأشعر بالشّفقة عليه وأتمنّى لو كنّا كلّنا بنات فتتزوّج الأولى من جزّار والثّانية من سمّاك والثّالثة من خبّاز والرّابعة من خضّار والخامسة من بائع أقمشة , وهكذا يرتاح أبي من التّعب والإنفاق حيث تصل إلى البيت كلّ حاجياته من الأزواج ومجّانا, كما أنّنا نحن الأخوات سنتبادل البضاعة فيما بيننا . كانت أمنية وكنت البنت الوحيدة بين إخوة ذكور وقد خلت أنّ أمنية الطّفولة قدا نامت إلى الأبد وها قد بعثتها من سباتها يد الأخ الّتي تقاضت ثمن السّمك من أخته .
نسيمة اللجمي