.صار لقطط حيّنا شأن وأيّ شأن ...يقول الأجوار أنّ القطط تعرف المصائب قبل حدوثها , وهم يكرهون صياحها. والحقيقة أنّ هذه القطط تظلّ مدّة من الزّمن تصدر أصواتا غريبة ..وهذه الأصوات الّتي لا تنقطع ليلا نهارا قد أرهقت الجميع في الحيّ , إنّها منعت عنهم النّوم حقّا وهذا ما حدث لي أنا شخصيّا ..فكلّما استغرقت في النّوم إلاّ وقمت منه فزعة على أصوات قبيحة وغريبة ..يتبيّن لي في ما يلي أنّها أصوات القطط , والغريب في الأمر أنّه إذا وقع مكروه في الحيّ تنقطع القطط عن صياحها وخصوماتها وتخلد للرّاحة بل إنّها تختفي مما جعل أهل الحيّ يتأكّدون من أنّ صياحها نذير شؤم ., وإنّهم لمعذورون في ذلك , فالصّدفة أحيانا تكون مقنعة خاصّة إذا تكرّرت بصفة منتظمة , ولكنّها تبقى صدفة خاضعة للصّدفة........يخاف أهل الحيّ من صياح القطط ..أمّا أنا فأخاف أيضا ولكن من أن يأتي يوم يقدّم فيه أهل الحيّ قرابين للقطط لكي يأمنوا شرّها .