أركان الأديبة نسيمة اللجمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إسلامي .. أدبي .. ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
مرحباً بكم في الموقع الرسمي للأديبة التونسية : نسيمة الهادي اللجمي

 

 قراءة للشخصية الروائية في أدب الروائي الجزائري محمد شارف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نسيمة اللجمي
عضوية رقم (1)
عضوية رقم (1)
نسيمة اللجمي


انثى
عدد المساهمات : 1138
الموقع : أركان الأديبة نسيمة اللجمي
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : معلمة
المزاج : الحمد لله

قراءة للشخصية الروائية في أدب الروائي الجزائري محمد شارف Empty
مُساهمةموضوع: قراءة للشخصية الروائية في أدب الروائي الجزائري محمد شارف   قراءة للشخصية الروائية في أدب الروائي الجزائري محمد شارف I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 2:22 pm

[postbg=https://i.imgur.com/pfTcnqF.png]قراءة للشخصية الروائية
في أدب الروائي الجزائري محمد شارف


................................

لما كنت أحمل معي الرواية من مكتبة المعهد ...أدخل بها إلى غرفتي وأجعل ألتهمها التهاما ....وتناديني أمّي للعشاء أقول شبعانة وعيناي لا ترتفعان من فوق الكلمات.. ولا أنام إلا بعد أن أكمل قراءتها ...تماديت أفعل هذا أي أقرأ الرواية بنفس واحد إلى وقت قريب... اكتشفت بعده صدفة قراءة أمتع وأجدى كان ذلك مع روايات الأديب الجزائري محمد شارف الذي كان يرسل رواياته إلى قرائه فصلا إثر فصل... ووجدت أني أقرأ الأحداث في كل فصل وما يرد حول الشخصيات منفصلا عما يليه من الفصول مما يجعلني أحلل الشخصية الواحدة وأفكرفي أبعادها مرات تليها مرات بفضل ما يمنحني انتظار الفصل الموالي من الوقت حيث تصاحبني بل وتلازمني الأحداث والشخصيات خلال فترة الانتظار ...ووجدت أن قراءتي عن الشخصية الواحدة بصفة مسترسلة يترسخ عنها لدي فكرة قصيرة وهي تلك التي أستنتجها منذ أول وهلة في قراءتي وهي أيضا التي يريدها الكاتب وتكتمل في آخر الرواية كما خطط لها ...أما حين أقرأ الرواية مقسمة إلى فصول تفصل بين أحداثها مدة زمنية تمنحني الفرصة لكي أدقق في كل شخصية على حده وأحلل أبعادها وأكتشف خفاياها وأقارن بينها وبين أبطال الواقع المعاش ...ويكون عندي المجال لكي أتذكر أوصاف شخصيات الرواية وما تتميز به أخلاقهم وردود أفعالهم واختلاف مواقفهم ... فحين تصادفني شخصية في الواقع شخصية مماثلة أكتشفها بسرعة هذا لأن الشخصية الروائية قد احتلت حيزا من تفكيري ومن واقعي أيضا حيث تتحول من اسم في الرواية إلى حقيقة مما يجعلني أقترب منها وأفهمها أكثر وأغوص في أعماقها وإنها لمتعة كبرى أن يتشابه ما تقرأه مع واقعك المعاش وهذا ما تحققه لنا روايات الأديب محمد شارف التي لم تتعالى عن الواقع ولا عجب في هذا وهو الأديب المتواضع رغم عظمته كإنسان عرفته عن قرب وأفتخر بمعرفته هذا الرجل الإنسان في زمن بهتت فيها الإنسانية ولكنه بإنسانيته يجعلك تقول "لا يزال الخير في الدنيا " .
إن القارئ لأدب محمد شارف يجد نفسه يقف أمام روايات اجتهد مؤلفها كي لا يجعلها تشبه بقية الروايات ولا تتشابه شخصياتها بشخصيات عمل روائي آخر .. لقد عمل محمد شارف
بإخلاص على أن تكون رواياته مميزة ونجح في ذلك ..وإن القارئ لأدب محمد شارف يستنتج أن الكاتب يختار شخصيات روايته بدقة كبيرة وأنه لا يكتب إلا والرواية مكتملة العناصر واضحة المعامل وهو على يقين من الهدف منها والعبرة التي يحبّ أن يقدمها للقارئ ...وبعد قراءتي لروايات الأديب محمد شارف اكتشفت أنه لا توجد شخصية تتواصل بذات الصفات أونفس السلوك ...وهذا يؤدي بنا إلى الاستنتاج أنه لا توجد شخصية مستقرة وذلك نظرا لعدم استقرار الأحداث داخل الزمن الذي نعيشه ...وهذا لا يعني أبدا أن الشخصية في رواية الأديب محمد شارف شخصية مذبذبة أو مهتزة أو أنها تفقد مصداقيتها أو تتنازل عن أهم مكوناتها كالانتماء الديني والمبادئ والاخلاق والقيم الإنسانية ؟؟ بل إنّ الشخصية في رواية الأديب
محمد شارف هي مؤثرة و متأثرة بكل من يحيط بها و ما يثار حولها من أحداث ... ذلك أن الأديب محمد شارف يخضع شخصياته وأحداث روايته إلى الواقع المادي والنفسي البعيدين عن الخيال المنطلق والمثالية المجحفة ....إن أديبنا لا يجعل شخصيات الرواية أنبياء كما لا يقدمها لنا مبتذلة هذا الابتذال الذي يلجأ إليه بعض الكتاب لترويج كتبهم من أجل الكسب المادي الأمر الذي لا يمكن أن نجده لدى الأديب محمد شارف وأشهد على هذا من خلال معرفتي الجيدة بأخلاق الأديب محمد شارف والشهادة الأكبر هي لدى من عرفه مباشرة وعند قرائه الذين تأكدوا من هذا عند قراءتهم لرواياته ....وإذا فإن الأديب محمد شارف يبث الحياة في شخصياته على اختلافها وذلك من خلال تطورها وتحولاتها فنراها مثالية ثم نراها تصارع مرارة الواقع فإذا بها تخطئ وتضطرب وتتوب وفي تطورها هذا نراها تضطلع بكل إخلاص بالدور الذي يسنده إليها مؤلف الرواية ...
وقد يذهب بعض القراء إلى أن الكاتب عامة ينحاز للشخصية الرئيسية فيجعلها مثالية ومحبوبة ويسبل عليها رداء الجمال والحكمة ويعطيها حيزا أكبر في الرواية فيحعل الشخصية الرئيسية في الرواية مثالا راقيا يقول من خلاله الكاتب لقرائه "هذه قدوة فاتبعها أيها القارئ دون نقاش " وهذا ما برِئت منه مؤلفات الأديب محمد شارف كما كنت قد بينت حين ذكرت أن الأديب محمد شارف لا يقدم شخصباته في الرواية جامدة مكتملة الدور منذ أول فصل في الرواية بل هو يخضعها إلى تحولات نفسية وفكرية ومادية مما يضفي على الرواية طابعا مميزا يختلف عما هو في غيرها من الروايات .....
ورأيي المتواضع أن العمل الأدبي الذي يوظف أهدافه من خلال خطاب مباشر بما في المياشر من أوامر ونواه هو عمل غير مقنع وغير مشوق هو عمل يفتقد إلى الجانب الفني في الرواية كما أنه أقرب إلى المقالة الصحفية منه إلى العمل الأدبي الفني حيث يصبح عملا أدبيا مملا لا تشويق فيه ولا أسلوب جميل يؤسرنا إليه .. وبالتالي ننتهي بأن نكرهه بعد أن أفقدت جماله و سحره ديكتاتورية الكاتب في توجيه شخصياته وأحداث روايته والتي في الغالب نجد هذا التسلط في الكاتب لانه يوجد لديه كإنسان وبالتالي هو لن يكون غير ذلك وهو أديب ... وهذه العيوب في الكتابة لم يقع فيها الأديب محمد شارف ووقع فيها الكثير ممن يفتقدون إلى روح الكتابة الحقيقة إذ لا يخفى علينا أن الكتابة هي كتابتان : كتابة عن موهبة حقيقية ومتأصلة وهي تتمخض عن الوحي والإلهام .. وكتابة أخرى تأتي بها الصناعة ... والفارق بين الكتابتين يدركه أهل الميدان والنقاد والقارئ الجيد..كما يدلل عليه الأدب الناجح من عدمه .
ويظل الهدف من كل عمل أدبي هو هدف إنساني يقوم على مبدأ الصراع بين الخير والشر ... إنه الأدب الذي يجب أن يكون إنسانيا و الذي لا يجب أن يخذل الإنسانية في دينها وفي قيمها وقدسية الكائن البشري ... وفي هذا الصدد أساند الكاتب محمد شارف حين يجعل البطل في الرواية مثلا أعلى ويمنحه وسام الشرف الأكبر والفوز بالدنيا والآخرة ولكنه لا يقيد فكر القارئ بزمن معين يكتشف فيه الأبطال ومراكزها من الرواية ومدى أهميتها كما لا يجعلنا نكتشف ذلك منذ أول وهلة في روايته .. حيث تمرّأحداث روايته في تسلسلها مرنة مسترسلة دون تكلف ونرى الأبطال يفرضون أنفسهم رويدا رويدا من خلال توارد الفصول بل ونراهم يمرون أمامنا وبجانبنا وننسى بهذه الواقعية الجميلة الحنونة أن هنالك كاتبا كتب ووجه وأحكم التوجيه في روايته وتصير الرواية تلعب أدوارها على مسرح حياتنا الشخصيّ ...والأديب محمد شارف يسخر لذلك كل عناصر التأليف الفني والذكاء الاجتماعي الذي يتميز به هذا الأديب و بالتالي هو يقدم روايته في أجمل حلة أدبية من التّأنّي في التعريف بشخصياته واليطء في التمييز بين مركزها في الرواية كل هذا يجعل القارئ يقبل على القراءة بشغف وشوق ذلك أن القارئ يتفطن إلى المستوى الراقي للكتابة الأدبية مهما كان مستواه الثقافي فالقارئ كالمتفرج على مسرحية أو مسلسل فإما أن يقرر مواصلة مشاهدة المسلسل أو أنه ينصرف عنه تماما مع أنه يكون أمّيا أحيانا وأحيانا محدود الثقافة .....وفي المقابل يقدم الأديب للقارئ النتيجة التي يجب أن تكون حتمية مع تقديمه للشخصييات السلبية في الرواية والتي ترمز إلى الشر في الحياة ... ومما لا شك فيه أن هذا هو دور الأدب على الصعيد الفكري و الاجتماعي .....و في كلمة خالدة تقول روايات الأديب محمد شارف ""الانتصار للخير " ....ومع أني لم أقرأ كل ما كتبه الأديب محمد شارف إلا أني أتساءل : " هل ستحتضن إحدى روايات الأديب محمد شارف انتصارا للخير
في إحدى شخصياته التيصورها تمارس الشر أثناء كل فصول الرواية ...وذلك باعتبار أن الخير هو الأصل ؟
نسيمة الهادي اللجمي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nasima.ahlamontada.com
 
قراءة للشخصية الروائية في أدب الروائي الجزائري محمد شارف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما فائدة قراءة القرآن إذا كنت أنساه ؟!
» الأربعون النسائية - محمد بن شاكر الشريف
»  مقطع مؤثر للشيخ محمد الراوي
» بالفيديو .. معنى ناقصات عقل ودين للشيخ محمد متولى الشعراوى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أركان الأديبة نسيمة اللجمي :: الأركان الأدبية :: ركن الخواطر-
انتقل الى: